سلايدر الرئيسيةطنجة أصيلةمجتمع

“بسمة أمل” بطنجة.. جمعية لخدمة “الأطر الصحية” و”المعوزين” في عز جائحة كورونا

وسط جائحة غيرت العديد من الأشياء، وألزمت البشر باتخاذ العديد من التدابير القاسية وقاية من الإصابة بالفيروس،  فإن هذا الوضع خلق أبطالا كثرا على عدة جبهات، منهم أبطال في العلن، ومنهم أبطال يشتغلون في صمت  وبجد، ملبين حاجيات المئات من المتضررين من هذا الوضع الجديد، الذي فرض تظافر جهود الجميع من أجل الخروج منه بأقل الخسائر الممكنة.

من هنا يبرز مثال كبير في المجال الجمعوي التطوعي بمدينة طنجة، والذي يتمثل بجمعية “بسمة أمل للأعمال الاجتماعية والصحية والتنموية” التي ركزت طيلة سنوات على رعاية الأيتام ودعم الأرامل والمطلقات كمجال تخصصت فيه وبدلت فيه الكثير ، لكنها وجدت نفسها ملزمة بلعب دور أكبر ولا مفر منه مع هذه الجائحة، وفرض عليها مضاعفة الجهود من أجل الوصول إلى نتائج ترضيها أولا قبل أي شخص آخر.

فالجمعية التي ركزت على دعم الأيتام والأرامل والمطلقات كما أسلفنا، وعملت على توفير مأوى يصون كرامة البعض منهم، ومتابعة العديد من الحالات وخاصة الأيتام في سنوات تمدرسهم الأولى، بما يقتضيه من متابعة حثيثة لوضعهم الدراسي والصحي وكذا التوجيه الأخلاقي، وإقامة دورات تكوينية للأرامل في قيادة الأسرة والسهر على تربية الأبناء، وغيرها من المجالات التي اشتغلت فيها الجمعية، فإن جائحة كورونا وسعت رقعة الاهتمامات التي تبنتها وجعلتها تنفتح على الآلاف من المحتجين من طنجة وضواحيها، دون أن تغفل عن إيلاء الاهتمام بالأطر الطبية.

لذلك، فقد عملت الهيئة على التواصل مع المستشفيات والفنادق التي تستضيف المصابين بالفيروس الذين يقضون فترة الحجر الصحي، في إطار محاولتها بث الأمل في النفوس، وإيصال رسالة رمزية داعمة للأطر الطبية في مهمتها الجسيمة التي تخوضها، وأخرى تضامنية مع المرضى المصابين بالجائحة، ووفرت من أجل ذلك هدايا للأطر الطبية، وأخرى للمرضى هي عبارة أدوات نظافة، هدايا لاقت استبشارا من الجميع.

لكن هذا الوجه الجميل الوردي من عمل الجمعية، لا يخفي جزءا آخر تجد فيه نزهة أشرقي رئيسة الجمعية، ومعها باقي أعضاء الجمعية، أنفسهم أمام تحد جسيم وكبير، فهي تتعامل وللمرة الأولى مع وضع استثنائي، جعلها تبدل فوق طاقتها وبشكل يومي لتلبية عدد هائل من طلبات المحتاجين الذين تقطعت بهم السبل، ولم تجد فئات عريضة منهم ما يسدون به رمقهم.

تحكي نزهة لـ”شمالي” أن الجمعية تستقبل بشكل يومي المئات من الطلبات الراغبة في الحصول على المساعدات العينية، عبر المكالمات الهاتفية، أو تلك التي تصل إلى مقر الجمعية، وفي وقت كانت الجمعية تركز بشكل أساسي على الفئات التي تسهر على تتبع حالاتها والتي أسلفنا ذكرها، فإنها أصبحت حاليا تعمل على تلبية كل الطلبات التي تصلها، وإن لم يسبق لها التعامل معها من قبل، ولذلك فإن “بسمة أمل” حشدت الهمم ورصت الصفوف من أجل مساعدة الغير، وانتشرت بين أزقة طنجة وقراها المحيطة بها من أجل إيصال المساعدات إلى مستحقيها.

إلا أن نزهة تؤكد أن الجزء الأهم من تركيز الجمعية في هذه الفترة، هو على ساكنة البادية، فمن خلال عملها في الأشهر الأخيرة قبل بداية الجائحة في العالم القروي، “لمست أشياء لم أكن أتوقع أن أجدها في العالم القروي، حيث مستوى الفقر لم أتخيله من قبل، وحيث أن مستوى التضامن أقل مما يرجى أن يكون عليه، خصوصا مع الظروف المعيشية الصعبة، ولذلك كان من الضرورة إعطاء الأولوية لتلك المناطق لأنها أصبحت بدون موارد رزق بشكل فعلي في الوقت الحالي”، تقول نزهة.

وتستند الجمعية في هذا العمل على عدد مهم من المحسنين الذين ينفقون جزءا مهما من أموالهم في دعم هذه الفئات الهشة، بل إن رئيسة الجمعية أشادت بالحس التضامني الكبير الذي يبديه المحسنون، خصوصا وأن إنفاقهم ورغبتهم في دعم الفئات الهشة، أصبحت أكبر خلال هذا الفترة، كما أكدت نزهة في كلامها.

كل هذه المجهودات أثمرت منذ 21 مارس الماضي إلى حدود الساعة توزيع أزيد من 1700 قفة بطنجة وسيدي اليماني ودار الشاوي وباقي الجماعات القروية التي تحيط بطنجة، ويغطي عدد كبير من هذه القفف حاجيات المحتاجين لفترة زمنية طويلة، في وقت تضع فيه الجمعية طموحا كبيرا بالوصول إلى 5000 قفة خلال الفترة المقبلة.

تبقى جمعية “بسمة أمل” بالخطوات الكبيرة التي تقوم بها، نموذجا مهما يحتدى به، بمبادرتها الإنسانية التي تسعى للتأكيد أن المجتمع المغربي خلال فترات الشدائد دائما ما يظهر معدنه الأصيل النفيس، وأنها مستمرة في أداء مهمتها حتى نهاية الوضع الحالي، مهما كلفها ذلك من جهد ومال.

الوسوم

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق