مقالات الرأي

يوسف الحسني يكتب: نار…نار… !

نار…نار… ! بقلم يوسف الحسني
السائحون عادوا بمزاليجهم، أوقفوا سياراتهم ليذرعوا الطريق في معاطفهم المخملية،التقطوا الصور لبضع دقائق ورحلوا …
العشاق بممرات المنتزه البلدي،يتقاذفون فيما بينهم كريات الثلج البيضاء ، ينشدون درويشا،أسكرتهم القبلات المثلجة تحت ضوء المصباح الأصفر الخافت
الكلاب الضالة تجوب شارع السوق الرئيسي، ما عادت قادرة على النباح،أنهكها الصقيع …أنهكها البرد المتسولون تحت الأقواس القديمة من كل جنب ،يتوسدون قطع العلب الورقية جاد بهم عليها بائع قبل إغلاق دكانه،ويلتحفون أغطية رقيقة مزينة بالسنابل الصفراء قدمها لهم مرشح المدينة الحملة الماضية.. اللقلق أعلا مئذنة المسجد العتيق.. بقي صامدا
مقدم الحي على قارعة الطريق يجوب الشوارع الجامدة الخالية يتسول خبرا، يلحف الزمهرير أذنيه الكبيرتين، ويصرخ فيهما بألم، حطب! …نار…نار !

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق